ما هو الفيلر، وما أنواعه، وما الفرق بين الفيلر والبوتوكس

يُعتبر الفيلر مادة تُستخدم لحشو الجلد للتخلص من مشكلاته المتعلقة بالترهل، وذلك للتقليل من مظهر الشيخوخة والتجاعيد التي تظهر مع التقدم في السن، أو لتحسين مظهر البشرة، أي أنه صُمِّم لتجديد شباب الوجه وملء المناطق التي فقدت مرونتها، وهناك الكثير من أنواع الفيلر إلا أنها تشترك في نقاط مهمة وهي أنها تستهدف مناطق التجاعيد وانكماش الجلد من خلال ملء المناطق الفارغة، فإذا كنتِ تعانين من وجود خطوط بجانب عينيكِ وفمكِ وزوايا وجنتيكِ، فقد ترغبين عندها باستخدام الفيلر، ويُمكن أيضًا استخدامه لملء الخدود، ويُنصح أن يكون ذلك بعد استشارة الطبيب قبل الإقدام على هذه الخطوة؛ للتأكد من أمان استخدامه وتجنبًا لأي مخاطر محتملة.^[١]

ما هو الفيلر؟

يتكون الوجه بالطبيعة من أربعة عناصر هي: الجلد، والدهون، والعضلات، والعظام، ومع التقدم بالسن تبدأ هذه العناصر بالتقلص وفقدان الحجم الطبيعي مما يتسبب بظهور علامات الشيخوخة المبكرة، إذ مع مرور الزمن يبدأ خط الفك بالتراجع، وينزل الأنف، وتفقد عظام الوجنتين ارتفاعهما، إذ تنخفض عضلات الوجه من حيث الحجم والمرونة، ثم ينكمش الجلد والدهون وتفقد مرونتها، مما يؤدي لظهور التجاعيد، وترهل الوجه، وظهور علامات الشيخوخة، وتُساهم الحشوات الجلدية في حل هذه المشكلات بشكل مؤقت كإجراء تجميلي.^[٢]

يعدّ الفيلر أحد هذه الحشوات الجلدية والتي تتألف من مواد ناعمة تُشبه الهُلام، إذ يتم حقنها تحت الجلد لعدة استخدامات منها: التقليل مظهر الهالات العميقة أسفل العينين، ورفع عظام الوجنتين، وتكبير الشفاه، وتنعيم خطوط الشفاه والطيّات الأنفية، وتجديد شباب اليدين، وتتكون هذه الحشوات من مواد متنوعة منها الطبيعي ومنها الصناعي، ويُعد حمض الهيالورونيك العنصر الأشهر في هذه المواد نظرًا لأنه مادة طبيعية متواجدة في البشرة، فهو يُحافظ على ترطيب البشرة وانتفاخها، وقد تبقى هذه الحشوات بالجلد لمدة ستة أشهر أو أكثر حتى يمتصها الجلد تدريجيًا ويختفي مفعولها.

تمتاز مادة الفيلر بأنها تمنح البشرة المظهر الطبيعي عند حقنها، بالإضافة لإمكانية تحلّلها وإزالتها عند حدوث أي أعراض جانبية أو في حال لم تحصلي على الشكل الذي ترغبين به، وتحتوي بعض الحشوات الجلدية على هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم التي تشبه المادة الطبيعية الموجودة في العظام، وحمض بولي اللاكتيك الذي يحفز إنتاج الكولاجين، وبولي ميثيل ميثاكريلات والدهون الذاتية التي يتم زرعها من مكان آخر في الجسم، وتختلف كافة المواد من ناحية السلبيات والإيجابيات، وملاءمتها لمناطق معينة من الوجه أكثر من الأخرى، والنتيجة المرغوبة من استخدامها، ومدة بقائها، وقوامها.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المواد الأصلية قد تكون باهظة الثمن أحيانًا مما دفع التجار لإنتاج مواد مالئة تُعطى دون وصفة طبية في هذا المجال مما يسبب بعض المضاعفات الخطيرة على الجسم، فمنها ما يكون غير معقم، وبعضها ما يحتوي على مواد تسبب حساسية الجلد، وانتشار الأمراض به، وموت الخلايا، بالإضافة للحقن غير السليم الذي قد يسبب التورم، والتكتل، وانسداد الخلايا المسبب للعمى في بعض الأحيان، لذا يوصى بإجراء هذه الحشوات على يد خبير مختص لضمان سلامة الجسم والجلد.^[٢]

الفرق بين الفيلر والبوتوكس

ترتبط عادة كلمة الفيلر والبوتوكس معًا على الرغم من الاختلافات الكبيرة بينهما، فكلاهما تقنيات تجميلية تحقن داخل الجلد في عيادة تجميلية، وتحظى هذه التقنيات بشعبية واسعة في العالم، وتختلف تركيبة البوتوكس عن الفيلر بأن البوتوكس يحتوي على بكتيريا نقية تجمد عضلات الوجه لتمنع ظهور الخطوط والتجاعيد المتسببة بها تعابير الوجه، أما الفيلر فهو يملأ هذه الفراغات التي تحدث مع مرور الوقت، وفيما يلي توضيح كامل للفرق بينهما وسلبيات وإيجابيات كل منها:

الفيلر

يختلف الفيلر عن البوتوكس بأنه يُصحح عيوب الأنسجة الرخوة وترهل الجلد الناشئ مع التقدم بالسن، أو تكبير الشفاه، أو تصحيح علامات فقدان دهون الوجه، ويستمر مفعوله لمدة 6 أشهر أو أكثر، إلا أنه قد ظهر نوع دائم يساعد في التخلص من للتجاعيد وهو الذي يحتوي على حبيبات بولي ميثيل ميثاكريلات، وهي جزيئات بلاستيكية صغيرة دائرية وناعمة لا يقوم الجلد بامتصاصها، وقد تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء، ولكن الحشو الجلدي المستخدم لنحت الجسم وتكبير أجزاء من الجسم غير موافق عليه؛ لأن من الممكن أن تسبب الوفاة أو الإصابات الخطيرة كالتشوه الدائم، ولا بدّ من ذكر المخاطر والآثار الجانبية المحتملة للفيلر والتي تختفي عادةً خلال أسبوعين بعد الحقن، وتتمثل كما يلي:^[٣]

• ظهور الكدمات.
• احمرار الجلد.
• تورم مكان الحقن.
• الشعور بالألم.
• الشعور بالحكة.
• التهابات الجلد أحيانًا.
• تكتل الجلد وظهور الندوب الواضحة.
• تصبغ الجلد وتغير لونه.
• عدم وضوح في الرؤية، أو فقدان الرؤية الجزئي.
• الحساسية القوية.

البوتوكس

يعمل البوتوكس على تصحيح التجاعيد التي تظهر في الجلد، وهو أحد أشكال توكسين البوتولينوم الذي يتم الحصول عليه من البكتيريا، إذ تُعد هذه البكتيريا قاتلة إذا وُضعت بكميات كبيرة إلا أن الكميات القليلة منها والدقيقة تقلل من مظهر التجاعيد، ويعمل البوتوكس من خلال قطع الإشارات العصبية في عضلات الوجه مما يُسبب تجمدها أو شللها المؤقت مما يعني تقليل ظهور التجاعيد وإزالتها، ويُطلق عليها اسم السموم العصبية، أي أن البوتوكس يستهدف التجاعيد التي تسببها حركة العضلات أو ما تسمى خطوط التعبير، مثل: التجاعيد بين الحاجبين، وخطوط الجبهة الأفقية، والتجاعيد حول العينين، والخطوط الناتجة من الضحك أو التحديق، لذا فهو غير فعال على تجاعيد ترهل الوجه والتجاعيد الثابتة على الخدين والرقبة، وتستمر فعاليته من 3-4 أشهر.^[٤]

يعد البوتوكس إجراءً آمنًا إلا أن له بعض الآثار الجانبية مثل:

• ضعف العضلات المجاورة للعضلة المحقونة.
• ظهور طفح جلدي أو حكة.
• تدلي الجفن أو الحاجب الذي يحقن بالقرب من العين.
• الشعور بألم، أو وجود النزيف، أو الكدمات.
• صداع بالرأس.
• جفاف الفم.
• أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا.
• الغثيان.
• صعوبة التنفس والبلع.
• مشاكل بالمرارة.
• رؤية ضبابية وغباش في العين.

أنواع الفيلر

تختلف أنواع الفيلر في أن كل نوع يناسب أنواع معينة من التجاعيد، بالإضافة لاختلاف مخاطرها ومدة بقائها، وفيما يلي أهم هذه الأنواع:^[٥]

• فيلر حمض الهيالورونيك: وهو النوع الأكثر شيوعًا، إذ تستمر نتائجه من عدة أشهر لسنتين أحيانًا، ومع الحقن المستمر يزداد إنتاج الجلد للكولاجين الذي يقلل من ظهور التجاعيد مع مرور الوقت.
• حقن الكولاجين للتجاعيد: تعد هذه الطريقة الأكثر أمانًا، إلا أن نتائجها تزول سريعًا وغالبًا يكون ذلك بعد شهر من الحقن، بالإضافة لحساسية الجلد منها أحيانًا نظرًا لأنها مستخلصة من مصدر حيواني.
• الفيلر الذاتي: وهي الطريقة الأكثر فعالية نظرًا إلى أنه يتم سحب الدهون من الفخذين، أو الأرداف، أو المعدة بالجراحة، وحقنها في البشرة خلال جلستين، وتعد نتائجها شبه دائمة، وأحيانًا يتم استخدام صفائح البلازما في الدم.