هكذا تطورت أدوات المكياج عبر السنين

هل فكرتِ يومًا كيف بدأت النساء بوضع مساحيق التجميل على وجوههن؟ ربما كانت إحداهن تريد أن تلون شفتيها فذهبت إلى الحديقة، ووجدت زهرة حمراء، فطحنتها ووضعتها على شفتيها، لكن تاريخ المكياج ومستحضرات التجميل لم يبدأ بهذه الطريقة تمامًا، فلم تكن هناك امرأة واحدة، بل شارك في تطوره الرجال والنساء الواحد تلو الآخر، دعونا نتعرف كيف تطور المكياج عبر الزمن.[١]

تطور الأدوات المستخدمة في وضع المكياج

تطورت الأدوات المستخدمة في تطبيق المكياج التي صممت لمحاولة جعل مكياجنا يبدو بلا عيوب، وفيما يلي أهم مراحل تطور أدوات المكياج على مدار العشرين عامًا الماضية تقريباً:[٢]

  1. تطبيق المكياج كله باستخدام الأيدي، كل ما نحتاجه من الناحية الفنية هو اليدان والأصابع ومواد التجميل، بينما يمكن أن نفترض أن هذا يعمل فقط مع كريم الأساس، فقد كنا نشاهد أمهاتنا يضعن المساحيق باستخدام أيديهن لإطفاء لمسة نهائية طبيعية، ولكن الجانب السلبي أنها تعتبر طريقة فوضوية.
  2. الفرش المتنوعة لأحمر الخدود، هناك الآن فرشاة مصممة لكل زاوية وركن من وجهك، ويمكنكِ تغيير تطبيق وملمس مكياجك الأساسي، حيث تقوم الفرش المستديرة بعمل رائع في وضع اللمسة النهائية الطبيعية، ولكن أسوأ جزء يتعلق في الفرشاة هو تنظيفها.
  3. البيوتي بلندر، بدأ ظهورها في عام 2003، جعلت البيوتي بلندر أو الإسفنج الماص للماء وضع المكياج أكثر سهولة، كما يمكن تطبيق أي منتج للوجه تقريبًا باستخدام هذه الأداة، ومن السهل أيضاً تنظيفها.
  4. الفرش بيضاوية، تم تشكيلها لتقليد وسادة إصبعكِ ولكن بألياف مضغوطة أكثر من الفرشاة العادية.
  5. بيوتي بلندر السيلكون، إنها جيدة لوضع كريم الأساس على بشرتكِ ولا تقوم بامتصاص كمية كبيرة من الكريم كذلك، ولكنها ليست فعالة مثل الإسفنج الأصلي.


فترات رئيسية في تطور المكياج

هناك عدة مراحل مرت بها عملية تطور المكياج عبر العصور:


التجميل في مصر القديمة

قام كل من الرجال والنساء في مصر القديمة بتزيين عيونهم بالكحل، وهو مستحضر قديم مصنوع من المعادن الأرضية، حيث كانوا يقومون بعمل دوائر الكحل من خلال رسم الظلال بدقة بألوان مختلفة مثل الأخضر الداكن أو الأسود، وكانوا يظنون أنها تمنع العين الشريرة،[٣] كما أنها كانوا يستخدمون الكحل لسبب ديني أيضاً، ولاعتقاد أفراد العائلة المالكة أنه يجعلهم يبدون أكثر تقوى، وأن الرصاص المستخدم في الكحل يقي من الأمراض، وفي ذات الوقت إذا استُخدم لفترة طويلة يمكن أن يكون مميتاً، وفي ما يأتي بعض أهم أدوات التجميل الأخرى في تلك الفترة:[١]

  • وضعت كليوباترا أحمر الشفاه المأخوذ من الخنافس القرمزية المطحونة، وامتدت كل هذه الاستخدامات في ذلك الوقت إلى اليونان.
  • ظهور طلاء الأظافر أيضاً في الحضارة المصرية، فمن الواضح أنهم اعتادوا على العناية الجيدة بأظافرهم ورسمها بألوان مختلفة، وهناك ألوان أظافر معينة مختصة بالملوك لم يكن من المسموح وضعها من قبل الآخرين.
  • ركز المصريون القدماء أيضاً على العناية بالبشرة خصوصاً لكونهم يعيشون في جو حار وجاف، وقاموا بدمج مواد طبيعية كشمع العسل وزيت الزيتون وماء الورد وزيت السمسم والخزامى وما إلى ذلك، وتطبيقه على بشرتهم.[٣]
  • قام المصريون أيضاً بالبحث عن المكونات التي تجعل البشرة أكثر جمالاً ومرونة، وابتكروا أول مضاد للتجاعيد في العالم منذ أكثر من 3500 عام.[٣]


استخدام المكياج في آسيا

يعود تاريخ المكياج في آسيا إلى عام 3000 قبل الميلاد، حيث شارك الرجال والنساء في الصين واليابان في ممارسات التجميل القديمة والتي يمكن ربطها بالممارسات الحديثة الآن. ففي الصين، كان الرجال والنساء يرسمون أظافرهم كرمز يمثل مكانتهم في المجتمع، بحيث كانت الطبقة المالكة تستخدم الألوان الزاهية، ولم يُسمح لأولئك الذين ينتمون إلى الطبقات الدنيا باستخدامها على أظافرهم، كما تم استخدام مسحوق بتلات الأزهار في اليابان لإضافة لون إلى شفاه والحواجب، ثم تم استخدام مسحوق الأرز للوجه.[٤]


ويعود الفضل للصين في ظهور الخدود الوردية، فقبل أكثر من 3000 سنة، كانت هناك قصة شعبية عن أميرة أصبحت أكثر جمالاً عندما سقطت بتلة زهرة على وجهها، مما أدى ذلك إلى ظهور اتجاه لمكياج زهر البرقوق، والذي كان يظهر الخدود وردية وجميلة.[٣]


تطور المكياج في أوروبا

كان الأوروبيون يستخدمون صبغة زرقاء لوجوههم، حتى أن الإسكندر الأكبر قد تعرض للسخرية لوضعه مساحيق التجميل، وبغض النظر عن الأسباب الجمالية، فقد وضعها لأغراض صحية، حيث أنها كانت تساعد في الحفاظ على المنطقة الرقيقة حول العينين محمية من وهج الشمس أو الذباب، كما كشف التاريخ أيضًا أنه بينما كان الإسكندر يسافر في آسيا، أرسل أجزاء نباتية إلى صديقه في أثينا، وكان الهدف أن يتم تنمية حديقة مخصصة لمنتجات التجميل.[٤]


وفي حين تم الترحيب بالمكياج ومستحضرات التجميل في معظم البلدان، كانت هناك أوقات وأماكن لم ترحب بالفكرة، ففي إنجلترا في عهد الملكة إليزابيث غالباً، كان المكياج اللامع يعتبر أمراً سيئًا، ويتم وضعه من قبل البغايا والممثلين فقط، لذلك لا زالوا يستخدمون الأشياء لجعل بشرتهم تبدو جيدة ولكن ليس بشكل ملاحظ، وكان هناك نوع مختلف من الأسلوب في الممارسة الاهتمام بالجمال، فمثلاً اعتادت الفتيات على وضع بياض البيض على وجوههن من أجل أن يصبح متوهجاً.[١]


بداية التجميل في الهند

من المساهمات لسكان الهند الأصليين في المكياج مرطب الشفاه، وماسكات للوجه، وغيرها، فمنذ آلاف السنين، صنع الهنود بلسمًا خاصًا لعلاج تشقق الشفاه، وقاموا بعمل أقنعة للوجه مملوءة بالعسل لجعل البشرة أكثر لمعانًا، كما كانوا محترفين في استخدام الزيوت الطبيعية للبشرة بالإضافة إلى الزبدة لإضفاء مظهر فائق النعومة على وجوههم، حتى أن لديهم حلاً للبثور يعتمد على الجبس، فلم يتم استخدام مستحضرات التجميل في الهند لإضفاء مظهر جميل فحسب، بل تم استخدامها أيضًا لتعزيز الصحة والسعادة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "THE HISTORY, ORIGIN AND EVOLUTION OF MAKEUP AND COSMETICS", makeupanalysis.com, 25/11/2019, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  2. "Evolution of Makeup Tools: What Really Works Best?", voirfashion.co.uk, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Makeup History: 5 Key Periods in the Evolution of Makeup", beautyblender.com, 5/2021, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "FLASHBACK FEB: THE EVOLUTION OF MAKEUP", alyaka.com, 25/2/2019, Retrieved 12/2/2022. Edited.