يُعد الجلد أحد أهم أجزاء الجسم، ويُشكّل مساحةً واسعةً منه؛ فيحميه، ويحافظ عليه، ولكنه يتعرّض بطبيعة الحال للعديد من العوامل والمُسببات المُختلفة التي ينتج عنها بعض المشاكل الجلديّة التي قد تتفاقم تأثيراتها ما لم يتم أخذها على محمل الجد، ومُعالجتها، والعناية بها بالشكل الصحيح [١]، ومن ضمن هذه المشاكل التي قد يتعرّض لها الجلد هي ظهور مشكلة بشرة قشر البرتقال، فما سبب تسميتها بهذا الشكل، وما علاماتها، وكيف يُمكن العناية بها، سنوضح ذلك في المقال الآتي [٢].


بشرة قشر البرتقال

يُطلق مُصطلح بشرة قشر البرتقال الفرنسي الأصل على الجلد السميك والمُجعّد قليلًا، والذي يحتوي على الكثير من التنقرّات، والمسامات الواسعة الشبيهة بقشر البرتقال، ويُرافقه في بعض الأحيان إصابة البشرة بالاحمرار، أو التقشّر، أو ظهور التصبّغات الداكنة، وقد تكون هذه الحالة الجلديّة أمرًا طبيعيًا، وغير مُقلقٍ، وناتجٍ عن بعض العوامل الطبيعيّة، أو يحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض والالتهابات الجلديّة كما سنوضح لاحقًا، لكن في أسوأ الحالات قد ينتج عن بعض الأمراض الخطيرة مثل: السرطان، وخاصةً عندما تتشكل بشرة قشرة البرتقال في منطقة الثدي للفتيات، وهنا تجدر الإشارة لضرورة إجراء فحصٍ طبي للثدي تحسبًا وخوفًا من الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي، الذي تُعد بشرة قشر البرتقال أحد أبرز علاماته. [٣][٤]


أسباب تشكّل بشرة قشر البرتقال

تختلف الأسباب المؤدية لتشكّل بشرة قشر البرتقال، وقد تتفاوت في خطورتها، وآثارها، وتتباين من شخصٍ لآخر، وأبرزها ما يأتي:


شيخوخة البشرة وتقدّمها في السن

تفقد البشرة مرونتها بشكلٍ تدريجي مع مرور الوقت، وكلما تقدّمت أكثر في السن فتقل صلابتها، وقد تترهل، ويزداد حجم المسامات فيها، والتي قد تُصبح على شكل تنقرات شبيهة بقشور البرتقال، ومن جهةٍ أخرى قد تكون المسامات الواسعة صفةً وراثيةً مُكتسبةً عبر الجينات، وهنا قد لا يستطيع الشخص تغيير مساماته، وإنما يتطلب الأمر المزيد من الحرص والعناية بالبشرة، والحفاظ على مرونتها؛ لجعل هذه المسامات تبدو أصغر حجمًا.[٥]


التورّم واحتباس السوائل في البشرة

تُعرف هذه الحالة لدى الأطباء بالوذمة، وتنتج عن تراكم السوائل واحتباسها في الجلد، مما يؤدي لاتساع الطبقة العلويّة، التي تُسمى البشرة بهدف ترك مجالٍ كافٍ للتورم، وعندما تتسع المسامات في سطح البشرة بشكلٍ مُتباعد وبحجمِ مُتساوٍ تُحافظ على لون البقع والتصبغات أسفلها، وتُشكل مع مرور الوقت ثقوبًا صغيرة، أو حفر تُشبه تلك الموجودة في قشور البرتقال.[٤]


السيلوليت

تتسبب الخلايا الدهنيّة المُتضخمة تحت الجلد في تشكّل السيلوليت، وقد يُرافقها ظهور الدمامل، والنتؤات في البشرة، مما يجعلها شبيهةً بمظهر قشر البرتقال، وغالبًا ما تظهر نتؤات وخطوط السليلوليت في مناطق الأرداف، والفخذين، والوركين، والبطن بعد سن البلوغ بشكلٍ خاص لدى النساء، لكن يُمكن الحد منها من خلال الطرق الآتية:[٣]

  • التحكم في الوزن
  • اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
  • شفط الدهون الزائدة من الجسم.
  • استخدام تقنيّة الليزر.
  • استخدام كريم الريتينول بتركيز 0.3٪.


الحالات المرضيّة والأمراض الجلديّة

هُنالك بعض الأمراض التي تُغيّر من شكل البشرة وتجعلها تُشبه شكل قشر البرتقال من حيث المسامات والتنقّرات والنتؤات، ومنها ما ياتي:[٣]

  • اعتلال الجلد المعروف بالوذمة المخاطية: يتسبب تراكم بعض أنواع الكربوهيدرات في الجلد بتورّمه، واحمراره، وظهور النقرات والنتؤات فيه، وهو أحد مظاهر مرض الاعتلال المناعي، الذي يُسمّى جريفز.
  • الإصابة بالعدوى: قد تُصاب الأنسجة الرخوة الموجودة في الجلد بالعدوى التي تُسبب ظهور الجلد بشكلٍ يُشبه قشور البرتقال، لكن يُمكن السيطرة على هذه العدوى بالأدويّة والعلاجات المناسبة لنوعها، إضافةً للمُضادات الحيويّة التي تكون على شكل كريمات ومراهم.
  • الوذمة اللمفية: تتشكل الوذمات اللمفاويّة عندما تتلف العقد أو الأوعية اللمفاويّة التي تمر عبرها الفيروسات والبكتيريا التي يُزيلها الجهاز اللمفاويّ عند مهاجمتها للجسم، فتُصبح العقد والأوعية عاجزةً عن تصريف السائل اللمفاوي المُحمّل بالكائنات الضارّة؛ فيتورّم الجلد، وتظهر فيه نتؤات تُشبه قشر البرتقال، وقد يكون السبب في تلف هذه العقد الإصابة بمرض السرطان أحيانًا.
  • الأوارم الكاذبة المرنة: يتسبب الورم الكاذب بفقدان الألياف المرنة والأنسجة الضامّة قوتها ومرونتها التي تسمح لها بالتمدد والتقلص، ويكون من أعراضه تغيّر شكل البشرة لتشبه قشر البرتقال، ولكن للأسف لا يوجد علاج له، وإنما تحد العلاجات الطبيّة من مُضاعفاته.
  • سرطان الثدي الالتهابي: وهو أحد اخطر مُسببات مرض الثدي، كما أنه نادر جدًا، ويُصيب أنسجة الثدي بالتهاب ناتج عن انسداد القنوات اللمفاويّة الموجودة في الثدي بالخلايا السرطانيّة، وأحد أشهر أعراضه هو ظهور البشرة بشكلٍ يُشبه قشر البرتقال.


طرق طبيّة للحدّ من بشرة قشر البرتقال

هنالك بعض الإجراءات الطبيّة التي تتم على يد الطبيب المُختص للحد من المسامات الواسعة، وتنقرات بشرة قشر البرتقال التي لا تُصاحب الحالات المرضيّة المذكورة مُسبقًا، ومنها الآتية:[٥]

  • التقشير الكيميائي: يستخدم مواد كيميائيّة تستهدف الجلد الجاف، وتُقشره؛ فتخلص البشرة منه، وتكشف عن بشرة جديدة صحيّة وناعمة أسفله.
  • التقشير الدقيق: وهو علاج طبي يستخدم مُقشرات تجعل البشرة أكثر نعومةً، وتُعزز نضارتها، كما أنّ التقشير يُقلل من ظهور التقرّنات الشعريّة أيضًا.
  • الموجات فوق الصوتيّة: إذ إنها تُقلل من ظهور السيلوليت في البشرة، وتحد من تشكّل المسامات الكبيرة والواسعة فيها.
  • حقن الفيلر أو البوتوكس: تملأ هذه الحقن التجاويف الموجودة في البشرة، وتُقلل من ظهور التجاعيد فيه،ا والتي تُظهرها كقشر البرتقال.


مُكونات يوصى بها للحد من مظهر بشرة قشر البرتقال

يُنصح باستخدام المُنتجات التي تحتوي على المكونات الآتية للحد من بشرة البرتقال، في حال كانت ناتجة عن عوامل طبيعيّة وغير مرضيّة، مثل: الشيخوخة، أو السيلوليت، وهي:[٥]

  • الريتينول: يُشجّع نموّ خلايا جديدة صحيّة وسليمة في بشرتك في حال كنتِ تُعانين من السيلوليت.
  • حمض الجليكوليك: يزيل خلايا الجلد الميتة في بشرتك ويتخلص منها.
  • فيتامين (C): يحد من علامات الشيخوخة، ويحمي البشرة من التلف، كما يُرطّبها بعمقٍ.
  • الواقي الشمسي: يحمي البشرة من أشعة الشمس الضارّ،ة ويحد من ظهور علامات الشيخوخة فيها.

المراجع

  1. Dejan Kvrgic, "Skin Care Improvement for Men & Women: Look Younger, Be Healthier", lifehack, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  2. Melissa Conrad Stoppler, MD, "Peau d'Orange: Symptoms & Signs", medicinenet, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Silvana Montoya (18-12-2018), "What to know about peau d'orange", medicalnewstoday., Retrieved 18-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب Jennifer Robinson (25-5-2020), "What Causes Peau D’Orange?", webmd, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت Erica Hersh (15-2-2019), "What’s Causing the Orange Peel-Like Pitting on My Skin and How Do I Treat It?", healthline, Retrieved 18-1-2021. Edited.